انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة فعاليات المؤتمر الدولي الهندسي الثاني المعنون: “الإعمار والتنمية” والذي تعقده كلية الهندسة بالجامعة تحت رعاية الدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، وبتمويل من الجامعة الإسلامية و ائتلاف الخير، ومن المقرر أن تتواصل فعالياته يومي الثالث والرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري، وقد انعقدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة، بحضور: النائب المهندس جمال ناجي الخضري –النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، وأعضاء مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث –راعي المؤتمر، رئيس الجامعة الإسلامية، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، وأصحاب المعالي، ونواب رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور عدنان إنشاصي –رئيس المؤتمر، عميد كلية الهندسة، وأعضاء مجلس الجامعة، والدكتور فهد رباح –رئيس اللجنة التحضيرية، والمهندس رفيق مكي –نقيب المهندسين، والأستاذ الدكتور شفيق جندية –رئيس اللجنة العلمية، والدكتور فريد القيق –رئيس اللجنة المالية، وممثلي الهيئات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، ومنتسبي نقابة المهندسين، وطلبة وخريجي كلية الهندسة، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
مشاركات واسعة وتقنيات حديثة
وتحدث النائب المهندس الخضري عن انعقاد المؤتمر الدولي الهندسي “الإعمار والتنمية” بمشاركات دولية واسعة عبر أجهزة الاتصال والبث المباشر، وشدد النائب المهندس على أن الجاهزية الفنية المتوفرة سهلت التواصل الدولي، الأمر الذي بدا واضحاً من خلال المشاركات الكبيرة من الداخل والخارج مما سيكون له توصيات ورؤى واضحة، ستترك بصمات إيجابية على تطور العمل الهندسي، واستعرض النائب المهندس الخضري عدداً كبيراً من النماذج اللامعة التي أثرت العمل الهندسي في فلسطين.
وتناول النائب المهندس الخضري فروع الجامعة الإسلامية المختلفة سواء في مركز الجامعة في الجنوب أو في المدينة الهندسية التكنولوجية، أو في المدينة الطبية فضلاً عن مقر الجامعة الإسلامية الرئيس بمدينة غزة، ووصف النائب المهندس الخضري مشاريع الجامعة بالكبيرة والإنجازات الضخمة التي تثري قطاعات العمل المختلفة.
إضاءات قوية ووجيهة
واعتبر الدكتور شعث المؤتمر الدولي الهندسي الثاني للإعمار والتنمية إضاءات قوية ووجيهة في ظل الظروف الصعبة للمؤتمر، وأكد الدكتور شعث أن المؤتمر يحمل طابع الدولية بكل أبعاده، واستدل على ذلك بالمشاركات الواسعة من دول خارجية ومؤسسات مختلفة من داخل الوطن.
وأشار الدكتور شعث إلى مشاركة نخبة واسعة من داخل فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية في تحكيم الأبحاث العلمية، وعبر الدكتور عن فخار الجامعة الإسلامية أن كثيراً من الأبحاث هي نتاج طلبة الدراسات العليا، وأضاف أن ذلك يعتبر بمثابة خطوة موفقة باتجاه نتاج البحث العلمي، وأوضح الدكتور شعث أن المؤتمر يؤكد على قيمة البحث العلمي، وأردف أن البحث العلمي يرسخ منهجاً في الحياة، ويركز على المعرفة والعلم، إلى جانب اعتماد المنهجية، والتخطيط في العمل، واستعرض الدكتور شعث أجندة المؤتمرات العلمية للجامعة الإسلامية للعام الدراسي 2007-2008م.
الإعمار والاحتياجات الملحة
من ناحيته، شدد الأستاذ الدكتور إنشاصي على ضرورة أن تستند قضايا الإعمار والتطوير في قطاع غزة على أسس علمية صحيحة، وحث على أهمية أن يوجه البحث العلمي لقضايا مصيرية تهم الواقع المحلي، وتنبع من احتياجاته الملحة.
ودعا الأستاذ الدكتور إنشاصي المختصين والمهتمين في مواقع المسئولية، وموجهي منظومة العمل الهندسي الفلسطيني إلى دراسة الأبحاث المقدمة للمؤتمر، وأوضح أن البداية الحقيقية للمؤتمر تبدأ فور انتهاء فعالياته، في إشارة منه إلى ترجمة التوصيات المنبثقة عن المؤتمر، والعمل بمقتضى ما جاء فيها؛ احتراماً للجهد الهائل الذي أنتجته العقول الفلسطينية.
وأشار الأستاذ الدكتور إنشاصي إلى أن المؤتمر يعكس منهجية التعامل بتكاملية بين مختلف القطاعات الهندسية المؤثرة في الواقع العمراني في قطاع غزة، وتحدث عن محاور المؤتمر الموزعة بين المحور البيئي، وقضايا التلوث، ومصادر المياه، والتنوع الحيوي، ومحور التخطيط الحضري والإقليمي وهندسة الطرق والمرافق والبنية التحتية، إلى جانب المحور المعماري المحلي، والتراث الوطني، إضافة إلى المحور الخاص بتقنيات تكنولوجيا البناء ومستجدات عصر المعلومات.
وأكد الأستاذ الدكتور إنشاصي على أهمية توجيه محاور المؤتمر نحو أكثر المواضيع أهمية للواقع الفلسطيني وفق استراتيجيات تطوير علمية، تنأى عن الاجتهادات الشخصية، والانطباعات الذاتية.
وشكر الأستاذ الدكتور إنشاصي النائب المهندس الخضري والدكتور شعث لتشجيعهما المتواصل لكلية الهندسة، وثمن جهود مختلف هيئات الجامعة التي ساهمت في التحضير لأعمال المؤتمر.
أول المتعاونين
بدوره، ذكر المهندس مكي أن التقدم الذي حققته الجامعة الإسلامية لا يضاف للجامعة الإسلامية فحسب بل للمجتمع الفلسطيني بأكمله، وأكد المهندس مكي أن الجامعة الإسلامية تستحق لقب جامعة التميز والإبداع، وأثنى على مسيرة الجامعة الإسلامية وخدماتها النوعية التي تقدمها، وبين المهندس مكي حاجة المجتمع إلى أبحاث المهندسين، وعلمهم، وخبرتهم، وإرادتهم، وأشار إلى دورهم في التخطيط والتنفيذ، ودعا كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية للحفاظ على تميز طلبتها بفتحها المزيد من المختبرات، التي تساعد الطلبة على إجراء التجارب العلمية، وحث الطلبة على النظر إلى الأمام بإيجابية وتفاؤل، وطالبهم أن يضعوا أمام أعينهم التميز باعتباره هدفاً جديداً ومتجدداً.
وأعرب المهندس مكي عن أمله في أن ينبثق المؤتمر عن توصيات تفيد المجتمع وقطاع الهندسة والمهندسين، ووعد أن تكون نقابة المهندسين أول المتعاونين في تنفيذها.
مشاركات وباحثون
بدوره، وقف الدكتور رباح على انعقاد المؤتمر الهندسي الدولي الثاني بمشاركة العديد من الباحثين من دول مختلفة، منها: ليبيا، والسودان، والجزائر، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وإيران، وأسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، إلى جانب فلسطين التي تشارك منها: الجامعة الإسلامية، وجامعة النجاح، وجامعة بيرزيت، وجامعة الأزهر، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وسلطة المياه، وسلطة البيئة، وغيرها من المؤسسات المحلية المهتمة، وذكر الدكتور رباح أن المؤتمر يعقد بمشاركة قرابة (120) باحث، قدموا قرابة (70) بحثاً علمياً وورقة عمل، لافتاً إلى قيام نخبة من الخبراء والمختصين من داخل الوطن وخارجه بتحكيمها، وأشاد الدكتور رباح بالقيمة العلمية للأبحاث وأوراق المؤتمر، وأضاف أن إنجازها استغرق العشرات، أو المئات من ساعات العمل.
تواصلت لليوم الثاني على التوالي في الجامعة الإسلامية فعاليات المؤتمر الدولي الهندسي الثاني الذي تعقده كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية تحت عنوان: “الإعمار والتنمية” برعاية رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين كامل شعث، وبتمويل من الجامعة الإسلامية، وائتلاف الخير، وقد شهدت الجلسات العلمية حضوراً واسعاً من المهندسين وممثلي الوزارات، والمؤسسات، والبلديات، والباحثين، والمهتمين.
تكنولوجيا المعلومات والتعليم الجامعي
وقد قدمت إلى اليوم الثاني من المؤتمر العديد من الأبحاث وأوراق العمل العلمية، حيث قدم الأستاذ عرفات العف –المحاضر بكلية التجارة في الجامعة الإسلامية- بحثاً حول تكنولوجيا المعلومات والتعليم الجامعي في الأراضي الفلسطينية، وأوضح الأستاذ العف أن أهمية البحث تكمن في التعرف على واقع استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم الجامعي في فلسطين، وبحث سبل استخدامها، وأهمية هذا الاستخدام، إضافة إلى التعرف على الدور الممكن للجامعات الفلسطينية في هذا المجال.
وذكر الأستاذ العف أنه تم جمع البيانات من خلال تصميم استبانه وجهت إلى المهتمين في هذا المجال، بغرض جمع البيانات من مصادرها الأولية، واستخدام البرنامج الإحصائي للعلوم الإنسانية.
البيئة البحرية والصيد السمكي
وقد عرض مجموعة من الأكاديميين والخريجين من قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية، ومختصين من وزارة الزراعة بحثاً حول المهددات التي تواجه البيئة البحرية والصيد السمكي في قطاع غزة، وأظهر البحث مجموعة من المهددات التي تهدد البيئة البحرية، ومنها: إلقاء المياه العادمة غير المعالجة من مصادر متعددة تشمل مجرى وادي غزة، وبؤر التفريغ المتمثلة في إلقاء المياه العادمة غير المعالجة من مصادر متعددة تشمل مجرى وادي غزة، وبؤر التفريغ المنتشرة على طول الساحل، إلى جانب طرح النفايات الصلبة متعددة المصادر، وتغيير تركيبة وملامح الساحل الفلسطيني، من خلال: اقتلاع الصخور، وبناء المنشآت العشوائية، واستنزاف رمال البحر، والكثبان الرملية الساحلية مما يثبط من الوظيفة البيئية لها، إلى جانب ضعف البيئة التحتية للصيادين، وتحدث المشاركون في البحث عن خطورة الصيد الجائر، وما يرافقه من استخدام معدات ووسائل صيد غير ملائمة، مثل: شباك الجر القاعي، والشباك ذات العيون الصغيرة، فضلاً عن استعمال السموم الكيماوية في صيد الأسماك، وصيد السلاحف البحرية المهددة بالاختفاء عالمياً، ولفت المشاركون إلى افتقار قطاع غزة لموانئ صيد عالية الكفاءة، مما يحذو بالصيادين لاستخدام رمال الشاطئ لإنزال مراكبهم في البحر، وإخراجها منه مما يؤثر على العمر الإنتاجي لها.
ودعا المشاركون إلى وقف مصادر التلوث البحري والتعديات، إضافة إلى تحسين البنية التحتية لقطاع الصيد والصيادين، وتحسين مستوى التعاون بين المؤسسات المختلفة، بما يكفل إدارة وتنمية البيئة البحرية والساحلية بشكل مستدام، وأكدت الدراسة على ضرورة تناول وسائل الإعلام قضايا البيئة البحرية الفلسطينية، ورفع مستوى النشاط العلمي والتثقيفي والتوعوي لكافة شرائح المجتمع الفلسطيني، وطالبوا بافتتاح أقسام ومراكز بحوث للعلوم البحرية.
تحديد سمية المياه المعالجة
وتناول الدكتور زاهر سالم –الخبير البيئي، ومدير دائرة مقترحات المشاريع في سلطة جودة البيئة الفلسطينية، والدكتورة تشريمينج جالينا بيكولا يفننا –الباحثة والمستشارة العلمية من جامعة موسكو للبيوتكنولوجي التطبيقية بروسيا- تحديد سمية المياه المعالجة باستخدام تقنية الأحياء الدقيقة، وقد تناولت ورقة العمل موضوعاً هاماً يتعلق بإدارة المياه، والمياه العادمة، إضافة إلى التحكم بالتلوث، وسلط الباحثان الضوء على النقلة النوعية في تكنولوجيا تقنيات تحديد جودة المياه، والمواد الغذائية، من خلال استخدام الأحياء الدقيقة في نظام محوسب بدلاً من استخدام فئران المختبر، التي طالما استخدمت لاستيضاح، وكشف تأثير مادة غذائية ما، أو مياه شرب على صحة الكائن الحي.
وركزت ورقة العمل على التطبيقات التي قام بها الباحثان بواسطة جهاز “Biolat” والذي يتكون من جزأين رئيسيين، هما: الحاضن البيولوجي للأحياء الدقيقة الفاحصة، التي تعتبر نوعاً من الكائنات الأولية، بينما يشمل الجزء الثاني المعدات الإلكترونية، وهي: كاميرا فيديو، وجهاز حاسوب مع برنامج خاص، يمكن من خلاله متابعة حركة الأحياء الدقيقة، وتعدادها مراراً وتكراراً مع إظهار الفوارق.
وقد خلص الباحثان إلى الإمكانية الفائقة لهذا الجهاز، وطريقة تحديد سمية المياه، وجودة المياه المعالجة، حيث تميزت الطريقة بالسرعة والدقة والقدرة على توثيق النتائج.
تطوير مرفأ الصيد
بدوره، تحدث الدكتور علي شعث –رئيس سلطة الموانئ البحرية- عن تطوير مرفأ الصيد واستعمالات الأراضي فيه، ووقف على موانئ الصيد باعتبارها أحد الأركان الأساسية في قطاع الموانئ البحرية والنقل البحري، لمساهمتها في تنمية وتطوير قطاع الصيد البحري، والسياسة البحرية، فضلاً عن مساهمتها في تحقيق جانب من الأمن الغذائي القومي، وأكد الدكتور شعث حاجة موانئ الصيد في المناطق الفلسطينية إلى التنمية والتطوير.
وتناولت ورقة العمل التي قدمها الدكتور شعث الخطوات التي تم اتخاذها منذ بداية عمليات الإنشاء عام 1997م، وركز على مخطط مرفأ الصيد من حيث مواصفات كاسر الأمواج وحوض المرفأ، واستعرض مراحل تطوير مرفأ الصيد، مشيراً إلى ثلاثة مراحل، حيث تضمنت الأولى إعداد الدراسات والتصاميم الهندسية اللازمة لمنشآت المرفأ، والتدعيم الطارئ، وتدعيم كسر الموج الرئيسي، بينما اشتملت المرحلة الثانية على تبطين وتعميق حوض المرفأ، ورصف كاسر الأمواج، وشبكة الطرق الداخلية، وأوضح الدكتور شعث أن المرحلة الثالثة تضمنت توفير وتطوير مرافق المرفأ.
وعرض الدكتور شعث استعمالات الأراضي اللازمة في منطقة مرفأ الصيد، بما في ذلك المشاريع والفرص والحوافز الاستثمارية في حرم المرفأ.